عندما تتضارب الافكار برأسك وتشعر بأنها تتصادم ببعضها من شدة سرعة مرورها , وأنه ليس هناك من إشارات مرور أو شرطي سير ينظم فترة وقوفها وميعاد انطلاقها .. عندها يصغرالأفق التصوري لمخيلتك وتحيط بعقلك جدران من الرصاص تمنع دخول أي شيء يساهم في تثبيت هذه الأفكار وبنفس الوقت تسمح هذه الجدران بتسرب هذه الأفكار وكأنها جهاز يرسل ولا يستقبل.
إن تسرب هذه الافكار التي خرجت من ذلك الرحم الذي جهل مكان توضعه داخل خلايا مخك لايوافق رغبة روحك العقلية بترجمة هذه الأفكار وتجيسدها بشكل ملموس كعمل يعبر عن خلجات روحك وبنفس الوقت يصل بروحك التواقة إلى نقطة الابداع التي كانت تروم الوصول إليها , وحتى تجاوزها .
في هذه اللحظة تصل إلى حلول عديدة منها فتح رأسك بسكين وإخراج هذه الأجنة بيديك ثم حبسها في مكان تستطيع الوصول إليه متى شئت وإخراج ماشئت منها لتعبر عن أي شيء تريد .
أو أن دخل آلة تصوير صغيرة تقوم بتصوير جميع هذه الرسوم ثم تقوم بنسخها آلالف النسخ كي تضمن الحفاظ عليها , في حال صياع أو تلف نسخة من النسخ .
تتكاثر الطرق وتتوالد , حتى تصل إلى مرحلة تنسى بها أفكارك السابقة وأهدافك من إخراج لك الأفكار , ويصبح همك الأوحد إيجاد الطريقة المناسبة للحفاظ على هذه الأفكار .
هل فكرت بأن تحنط رأسك وما يحتوي -كالفراعنة- كي تظل أفكارك خالدة مدى الحياة؟
أفكار... أفكار... أكفار...
تريد فكرة توقف انبعاث هذه الأفكار المستنسخة التي تخرج من رأسك .
كثيرة هي الأحيان التي تفكر بطريقة توصلك إلى نتيجة عدم التفكير أو إلى فكرة تمنع توالد الأفكار في رأسك .
تناقضات تعيشها في حالة التفكير من أجل عدم التفكير.
ما الغاية من التفكير ؟
هل أنت مضطر للتفكير بأفكار مساعدة لتطبيق الأفكار الناتجة عن التفكير؟
ماهي نتيجة عدم التفكير ؟
هل نتيجة عدم التفكير ناتجة عن تفكير أم عن عدم تفكير؟
كيف تحمي عدم التفكير من الجمود العقلي ؟ هل عدم التفكير هو جمود عقلي ؟
هل التفكير نشاط , أم محاولة للانهاك؟
فكر بعدم التفكير.