استقبل " حي الميسر " بحلب العيد بجريمة قتل "مروّعة " ... اثنتان وثلاثون طلقة دوت في إحدى بيوتات الحي ... لتسقط على إثرها أم لثلاثة أطفال قتيلة ...
"ع . ع " والتي تعمل قابلة قانونية ، خطفتها 11 رصاصة من عقدها الثالث ، وأردتها في بركة من دمائها ... ليسلم زوجها " ع . ك " ( مهندس مدني ) نفسه ، متذرعاً بأنها " جريمة شرف".
وقال أحد الجوار لـ عكس السير " حوالي الساعة 11 صباحاً ، تعالت أصوات عروبة وزوجها ، وكان حديثهما واضحاً ، خلاف على المال ".
وتابع " فحاولت جارة عروبة والتي تعمل ممرضة التدخل لحل المشكلة ، وعندما فشلت في ذلك أسرعت لتطلب مساعدة الطبيب ، ولكنها فوجئت بصوت وابل من الرصاص ، هز البناء ".
وأضاف " وعندما عادت لترى ما حصل ، رأت عروبة على الأرض ، وقد ملأت دماؤها أرض الغرفة ، وزوجها واقف إلى جانبها يحمل مسدساً ويرتجف ، فأسرعت الممرضة هاربة وهي تصرخ ، قتلت عروبة".
فقام سكان البناء بإبلاغ الشرطة ، التي ألقت القبض على "عبد العزيز" الذي كان جالساً بكل هدوء على شرفة المنزل ، واقتادوه إلى التحقيق بعد أن عثروا على 32 طلقة فارغة ، أطلقها على زوجته.
وأفاد تقرير الطبيب الشرعي أن سبب الوفاة يعود لـ " 11 عيار ناري اخترق الجمجمة ومزق أعصاب الدماغ "
ولدى التحقيق مع "القاتل" ادعى بأنه قتل زوجته بداعي " الشرف " ، إلا أنه أنكر أن يكون رأى زوجته في حالة مريبة ، "إنما اتصالاتها ، وخروجها من المنزل في أوقات متأخرة " أثارت في نفسه الشك.
فيما رد أحد الجوار سبب اتصالاتها وخروجها من المنزل إلى كونها " قابلة " ، وطبيعة عمله تفرض عليها ذلك.
وأكد ل عكس السير كل من التقيناه من الجوار أن المغدورة كانت تتمتع بسمعة حسنة , وبأخلاق عالية .
وفي اتصال هاتفي لـ عكس السير مع المحامي علاء السيد قال "ينص القانون السوري على حكم الاعدام لمن قام بالقتل العمد ".
وتابع السيد " إلا أنه يستفيد من العذر المحل الذي يعفي المجرم من العقوبة من فاجأ زوجته في جرم الزنا المشهود ، كما يستفيد من العذر المخفف للعقوبة للنصف إذا وجدها في حالة مريبة فقط ".
وقالت شاهيناز عبد الغفور من موقع نساء سورية الالكتروني الناشط في مجال حقوق المرأة " يكفي وجود رجل وامرأة منفردين حتى تنطبق عليهما الحالة المريبة ، إن هذه القوانين مأخوذة عن التشريع الفرنسي بالقرون الوسطى، ومن المعيب تطبيقها ".
وأضافت شاهيناز " إن وجود هذه القوانين يسهل على الرجل قتل زوجته بذريعة الشرف ، وقد أثبتت دراسة لجرائم الشرف في سورية قمنا بها في مرصد نساء سوريا أن 20% فقط من جرائم الشرف حقيقية ، وما تبقا يكون السبب في غالبيتها خلاف مادي".
ونظم موقع نساء سوريا الالكتروني حملة تواقيع على وثيقة بعنوان (أوقفوا قتل النساء..أوقفوا جرائم الشرف)، شارك فيها 22 صحيفة وموقع الكتروني وجمعية مهتمة بقضايا المرأة، ووقّع عليها حوالي عشرة آلاف شخص.
وانتقدت الوثيقة الصمت الرسمي والشعبي ، وطالبت أيضا بإلغاء مواد من قانون العقوبات ، والتي تمنح مرتكبي جرائم الشرف عقوبات مخففة